top of page

المنزل - المسكن - الشقة

من الاحتيجات الاولية للانسان

يرى البعض أن المسكن الإقتصادي هو المسكن الذي يتم تقليل مساحته و نوعيته إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة فالمسكن إذا قلت مساحته فإنها لاشك  توفر في تكلفته ولكن هل يضمن تقليل المساحة توفير الإحتياجات الضرورية للسكان ؟ وهل تقل قيمة المسكن ؟ وهل تقليل المساحة بمفردها هو الشئ الوحيد الذي يجعل المسكن إقتصادياً؟  وهل يمكن للتصميم المعماري أن يجعل المسكن مسكناً إقتصادياً ذو نوعية ويلبي احتياجات سكانه. اليوم نحن نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الإقتصاد في المسكن خاصة وأن منطقتنا تشهد تحولات إقتصادية رئيسة سوف تؤثر وتغير من  نمط حياة الإنسان ومسكنه ، و هي مرحلة تتسم بإنخفاض في الموارد الإقتصادية وتدفع إلى ضرورة العمل على وضع خطط إقتصادية جديدة تشمل كافة المجالات ومن

بينها المدن والمباني بكافة أنواعها.

عندما تكون الموارد كافية وتفوق الحاجة لا يحتاج الإنسان إلى الإقتصاد ، فالحاجة إلى الإقتصاد تظهر عندما يكون هناك شح في الموارد ، فيأتي دور الإقتصاد لتحقيق حياة أفضل للإنسان. وهذا هو ما نحتاج أن يحققه المسكن الإٍقتصادي ، حيث لم يعد الحصول على المسكن أمراً سهلاً. خاصة وأن توفير المسكن هو أحد الضرورات الإنسانية التي تبنتها معظم دول العالم منذ زمن بعيد، وأصبحت تشكل عبئاً إقتصادياً كبيراً على الدول نظرا لإرتفاع تكلفة إنشاء المشروعات السكنية .

 

مراحل تطور المسكن الإإقتصادي

فكرة المسكن الإقتصادي ليست فكرة جديدة بل نشأت منذ بداية ما يعرف بالثورة الصناعية ، عندما ظهرت الحاجة إلى بناء مساكن للعمال في المدن الصناعية ، وتتطلب الأمر بناء مساكن بأعداد كبيرة وبطريقة سريعة، ولتحقيق ذلك شرع المهتمون بإجراء أبحاث تهدف إلى بناء مساكن أقل تكلفة ، و ركزت الأبحاث على إعادة النظر في مكونات المسكن والعلاقات فيما بينها، فتم إعادة تصميم مكونات المطبخ والحركة بينها، و تحديد علاقات جديدة بين المطبخ وغرفة الطعام ، وإعادة النظر في تصميم الحمامات، وإلغاء بعض الحوائط الداخلية لفتح الفراغات على بعضها لتحقيق وفرة في المساحات ولجعل المسكن أكثر كفاءة وإنتاجاً و أكثر راحة، كما تم تصميم وسائل تدفئة تخدم كافة أنحاء المسكن بعد أن كان مزود بمدفأة واحدة يتجمع أفراد الأسرة حولها.

الهدف العام لإعادة النظر في تصميم المسكن وجعله أكثر اقتصاداً ركز على جعل مساحة المسكن تتبع

الأنشطة الممارسة بداخله ، ولقد أدى ذلك إلى حالة فكرية جديدة، وتوجه نحو جعل المسكن أكثر مرونة وأكثر استمتاعاً وتحول المسكن إلى منتج  مع  تحول المجتمع إلى ما عرف بعد ذلك بالمجتمع الإستهلاكي الذي يعتمد على تصنيع المنتجات وإستهلاكها بكميات كبيرة .

لقد شارك المعماريون في هذه التحولات فطبق بعضهم هذه الأفكار االجديدة مثل فرانك لويد رايت وميس فاندوره من خلال إلغاء الحوائط أو الفواصل الداخلية وفتح الفراغات على بعضها ، كما اقترح المعماري ولتر جربيوس تصنيع المسكن بكميات ضخمة متأثراً بأفكار هنري فورد وإبتكاره لخطوط إنتاج السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية.

لندن كانت أول المدن التي أعتمدت فكرة التصنيع المتكرر بهدف الإقتصاد في تكاليف إعادة بناء المساكن التي دمرتها الحرب العالمية الثانية وسرعة الحصول عليها، وكانت خطوة إقتصادية كبيرة لحل مشكلة شح المساكن. ما يمكن ملاحظته هنا هو أن تصنيع المساكن المتكرر قدم نموذجين من أنظمة التصنيع :

النموذج الأول كان نظام بناء مقفول ويعني أن النظام لايقبل التفاعل مع مكونات أي نظام آخر . فلا يقبل التغيير أو التبديل في مكوناته.

النموذج الثاني كان نظام مفتوح يقبل دمج مكوناته بمكونات أنظمة أخرى ، ويسمح بالتغيير أو التبديل.

المعماريون كانوا يفضلون النظام المفتوح كونه أكثر مرونة وقابل للتطوير مع تطور حياة الإنسان .

النظام المقفول لقى رواجاً كبيراً كونه أقل تكلفة. إلا أن الأمر أدى في نهاية المطاف إلى رفضه كونه غير مرن وغير قابل للتطور. لقد أثر كثيراً هذا النظام على فكرة التصنيع المتكرر التي بدت مع مرور الزمن على أنها فكرة تؤثر على حياة السكان سلباً .

في عام 1972م تم إعداد تقرير حول حدود التطور الاقتصادي للعالم من قبل نادي روما ، هذا التقرير أثار ضجة كبيرة لأنه تنبأ بالزيادة المستمرة للسكان  وتنامى النشاط الصناعي وإنتاج الأغذية، وإن ذلك سوف يؤدي إلى شح الموارد الطبيعية الذي سوف يؤدي بدوره إلى تراجع النمو الصناعي والمقدرة الصناعية لتلبية احتياجات الناس، ولقد تزامن ذلك مع بداية ارتفاع أسعار الطاقة والموارد نتيجة إلى بداية نضوب الموارد الطبيعية والوقود الأحفوري بشكل خاص، الأمر الذي دفع الدول الأكثر تضرراً من الشح في الوقود إلى تصميم مساكن تقتصد في استهلاك الطاقة، ومن بين الأمثلة التي طرحت في ذلك الوقت ما قام به المعماري البريطاني Alexandre Pick لتصميم مسكن    لا يحتاج إلى أي إمدادات ( طاقة ، ماء) بل ينتجها ذاتياً . الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث بدأ العالم يعي مشاكل البيئة من حيث التلوث الصناعي والاحتباس الحراري نتيجة انبعاثات الغازات الدفيئة .

ومنذ ذلك اليوم بدأ التوجه إلى تطبيق ما يعرف اليوم بمبادئ الاستدامة التي تحاول أن تعالج جملة المشاكل الاجتماعية والبيئة بطريقة إقتصادية على المستوى العالمي  والمحلي ومن أهم هذه المبادئ :

ـ رفع المستوى المعيشي لكافة فئات المجتمع .

ـ الإقتصاد في استهلاك الطاقة.

ـ تطبيق الإقتصاد الدائري على المنتجات الصناعية .

ـ المحافظة على الموارد وحماية البيئة الطبيعية.

 

لقد فتحت الاستدامة الباب واسعاً للبحث عن حلول جديدة للمسكن الإقتصادي ، فأمام هذا الكم من المشاكل أصبح من الضروري تطبيق مبادئ الاستدامة على كل المباني ومنها المساكن ، فلم يعد هناك مسكن إقتصادي وآخر غير إقتصادي، بل أصبحت كل المساكن إقتصادية، كما ظهر واضحاً أن مشاكل المسكن الإقتصادي ليست فقط مشاكل إقتصادية بل هي كذلك مشاكل اجتماعية وثقافية وبيئية.  ولقد ظهرت مؤسسات شبه رقابية وضعت معايير تهدف إلى تحقيق المباني للمبادئ الاستدامية مثل LEED في الولايات المتحدة الأمريكية

و BREEAM في بريطانيا و HQE في فرنسا وغيرها في مناطق مختلفة من العالم.

تهدف المعايير الاستدامية الخاصة  بالمباني الحد من امتداد المدن وتحقيق مساكن إقتصادية تقتصد في الطاقة وتبنى بمواد لاتضر بالبيئة ، مساكن مرنة قابلة للتطور مع تطور احتياجات السكان، مساكن تكون قريبة من أماكن العمل والخدمات والمرافق بحيث تقلل من استخدام وسائل النقل التي بدورها تزيد من استهلاك الطاقة، وبحيث يمكن لكافة فئات المجتمع الغنية والفقيرة والمسنين والأطفال على حد سواء الوصول للخدمات والمرافق .

هذه المعايير ترفع من كلفة المساكن في البداية ولكنها تعمل مع مرور الزمن على تحقيق مباني إقتصادية، وهي تشكل تحدياً لمصممي المساكن الإقتصادية وتدفعهم إلى البحث عن حلول إقتصادية تراعي هذه المعايير. مما يجعل تحقيق المسكن الإقتصادي المستدام مشكلة يجب حلها على المستويات مختلفة الإقتصادية والعمرانية والتقنية .

تحقيق المسكن الإقتصادي على مستوى

 

المدينة والحي والوحدة السكنية

فعلى مستوى المدينة ونتيجة إلى زيادة هجرة السكان إليها وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية بين مختلف الفئات والأعمار وتوفير مستوى معيشي مقبول لكل فئات المجتمع ، تهدف المدن إلى الحد من توسعها  ومحاربة الفقر والبطالة وتوفير الأمن والأمان وتوفير السكن وخدمات التعليم والصحة والترفيه وأن تكون في متناول كافة فئات المجتمع .

وعلى مستوى الأحياء فإن الإعتناء بتصميم المشروعات السكنية الإقتصادية يجب أن يراعي على مستوى المخطط العام من حيث شكل وترتيب المساكن وتنظيمها في الموقع العام، بحيث لا تؤثر سلباً على التطور المستقبلي للأحياء و التواصل بين السكان و اندماج السكان الجدد، والمزج بين الفئات المختلفة في المجتمع وتحقيق الخصوصية بين المساكن ، وتحقيق كثافة سكانية مناسبة تضمن حيوية الأحياء.

وعلى مستوى التصميم المعماري للوحدات السكنية فإن العمل المعماري يجب أن يكون مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالإقتصاد، فالمعماري يكون دائماً تحت ضغط عند تصميم المسكن الإقتصادي للبحث عن أكثر الحلول الإقتصادية التي تلبي احتياجات السكان ، وعادة ما تصطدم محاولاته الإبداعية بالمستوى التقني المتدني في سوق البناء من حيث المواد المعروضة والمستوى الحرفي لعمال البناء، مما لا يساعد على تحقيق الإقتصاد المأمول في المسكن .

إن النظرة الإقتصادية إذا أخذت بمفردها عند تصميم المسكن الإقتصادي تؤدي إلى حلول تفتقد إلى القيم الاجتماعية والثقافية، بل وقد تفقد المسكن من قيمته التجارية والاستثمارية، وهو الأمر الذي يجب أن يعمل المعماري على معالجته وتوفيره في المسكن .

ومن أهم القيم التي يجب أن تتوفر في المسكن الإقتصادي :

قيم إجتماعية :

ـ يجب أن يعمل المعماري  على تغيير النظرة السلبية عن المسكن الإقتصادي حيث عادة ما يتوقع السكان أن المسكن الإقتصادي هو مسكن لا يحقق مستوى بنائي نوعي ، وبالتالي فإنه لن يرفع من مستوى معيشتهم.

ـ يجب أن يبحث المعماري عن فتح قنوات تواصل بينه وبين المجتمع وإيجاد قيم وأشكال جديدة للتفاعل مع السكان.

قيم ثقافية :

ـ يجب أن يقدم المعماري حلولاً معمارية ذات قيم جمالية

والبحث عن دمج رموز ثقافية ذات دلالة عند السكان لرفع قيمته في نظر سكانه والآخرين بشكل عام.  اليوم في بعض الدول يأتي رفع هذه القيمة عبر تصميم مساكن ذات معايير استدامية كون تطبيقها أصبح يمثل ميزة هامة.

ـ التعريف بالحلول المقترحة للمسكن وعرضها للنقاش والحوار عبر الوسائل الإعلامية.

ـ تقديم حلول ابتكارية تقنياً وذات مظهر يصبغ المسكن بطابع معماري يميزه عن باقي المساكن.

قيم تجارية :

ـ تقديم حلول ذات قابلية للتنفيذ بطريقة إقتصادية .

ـ تقديم تصاميم إنشائية تتناسب مع الإمكانيات المادية الموضوعة من قبل المالك أو الجهات الممولة للسكن .

ـ تقديم حلول معمارية تساعد السكان (أصحاب المساكن) من الحصول على عائد استثماري  مع مرور الزمن.

ـ ضمان كفاءة التصميم المعماري للمسكن الإقتصادي والتقليل من المخاطر تجاه الملاك.

أهم الأفكار التي تضمنتها المشاريع المعروضة

في هذا العدد نستعرض عدد من المساكن التي تقدم حلول إقتصادية كل منها ينظر للإقتصاد حسب حاجته البيئية والاجتماعية والثقافية.

مساكن إستثمارية

Quinta Monroy Housing

المصمم : Elemental

يقع المشروع في سنتياجو ـ تشيلي. هذا المشروع الإسكاني الاجتماعي حصد عدد كبير من الجوائر العالمية، كما حصل مصممه ممثلاً في المعماري Alejandro Aravena على أكبر جائزة معمارية عالمية تقديراً لأعماله وتوجهاته الاجتماعية والإقتصادية ومساعدة الفئات الفقيرة في رفع مستوى معيشتهم (Pritzker Prize 2016). التصميم يهدف إلى معالجة مشكلة تدني قيمة المساكن الاجتماعية مع مرور الزمن نظراً للسياسة المتبعة في تشيلي والتي تهدف إلى توفير مساكن اجتماعية في أماكن بعيدة عن مركز المدينة والعمل والخدمات. ويعالج المصمم هذه المشكلة بمساندة الأهالي حتى يصبح للمسكن قيمة استثمارية يستفيد منها سكان هذه المساكن الاجتماعية ويسمح التصميم بتطوير المسكن على مراحل حسب حاجة الأهالي.

الخيمة السكنية

Wall House

المصمم : FAR frohn&rojas

يقع المشروع في المكسيك، هذا المسكن يوفر نظام بناء سهل يمكن تنفيذه بعمالة غير مدربة ، كما أنه يستخدم عناصر الإنشاء لكي تكون في نفس الوقت عناصر معمارية، فالفواصل الداخلية هي عبارة عن أرفف تخزين والغلاف نصف الشفاف يوفر الإضاءة الطبيعية يبنما الخيمة الخارجية تعكس 70 ٪ من أشعة الشمس . والإقتصاد هنا يتمثل في أن تقوم مكونات المسكن بأكثر من وظيفة في آن واحد ، الأمر الذي يقلل من عدد المكونات الإنشائية والمعمارية.

مسكن داخل مسكن

Black Box

المصمم : Weysen and De Baere Architecten

يقع في بلجيكا ، هذا المشروع يهدف إلى التوفير في استهلاك الطاقة مع توفير مساحة سكنية كبيرة في معظم أوقات السنة ويعيد ترتيب ومكونات المسكن ويقسمها إلى فراغين حسب فصول السنة.  فهناك فراغ عبارة عن صندوق جمعت فيه الخدمات الأساسية وفراغات للنوم والمعيشة وهو فراغ ذو مساحة صغيرة للعيش فيه في فصل الشتاء ومزود بوسائل تدفئة ، وهنك فراغ آخر كبير يقع بداخله الصندوق (الوحدة السكنية الصغيرة) يمكن العيش فيه في فصول السنة ذات المناخ المعتدل التي لايحتاج فيه السكان للتدفئة.

مسكن يطل على الطبيعة

Home View – Visions of Living

المصمم : Alfredo Haeberli    

يقع في سويسرا، هذا المسكن لايمثل مسكناً إقتصادياً من حيث تكلفته الإنشائية إلا أنه صمم بحيث يوفر مرونة وامكانيات فراغية تلبي الاحتياجات المتطورة للسكان على مدى عمري طويل. كما أنه يقترح إعادة صياغة للأثاث الداخلي ليسمح بتعدد أغراضه ، فالحوائط الفاصلة هي عبارة عن خزانات كبيرة كما توجد الخزنات في الجلسات على محيط الغرف، و تم ابتكار جلسات تناسب الاستعمالات الجديدة للمسكن مما يسمح بزيادة مساحات المسكن ومرونتها، كما يستخدم المسكن مواد إنشائية طبيعية مثل الخشب والحجر  ويعتمد على توفير احتياجاته من الطاقة ذاتياً.

قوس ذو كفاءة بيئية

Natura Dome

يقع في فرنسا. وهو نظام بناء نفذ منه عدد من النماذج ، يعتمد المشروع في إقتصاده على إعادة استخدام عناصر بناء يستخرجها من مباني قديمة أو مهجور بالإضافة إلى استخدام التربة المزروعة كغلاف للمسكن وعوازل من مواد طبيعية (الخشب) توفر عزل حراري عالي القيمة ، المسكن يطبق المبادئ الاستدامية ويوفر مسكن إقتصادي يتفاعل مع الطبيعة الخضراء الأمر الذي يعطي للمسكن قيمة إضافية عالية.

حاويات نقل سكنية

Container Housing

المصمم : Big

يقع المشروع في كوبنهاجن بالدنمارك ، هذا المشروع هو عبارة عن مساكن إقتصادية للطلبة حيث يقع في موقع قريب من الجامعة و يوفر في عملية نقل الطلبة ، كما أنه يعيد استخدام حاويات النقل التي تعتبر قيمتها منخفضة إذا قورنت بأنظمة البناء التقليدية. المجمع السكني يوفر كذلك قيمة ترفيهية كونه يقع على الماء في منطقة غير مستغلة من ميناء كوبنهاجن.

وحدات منزلية متحركة

5 to 1 Apartment

المصمم : Micheal K. Chen Architecture

يقع هذا المشروع في نيويورك يقدم هذا المشروع حلاً إقتصادياً للمساكن ذات المساحات الصغيرة من خلال نماذخ مختلفة لقطع أثاث تتوفر فيها كافة خدمات المسكن ويمكن تحريكها لتكوين فراغات المسكن يتم استخدامها حسب وعند الحاجة.

الفيلا المستدامة

تقع في مدينة مصدر الإمارات العربية المتحدة وتم الإعلان عنها في عام 2016م وتمثل المجهودات المستمرة لمدينة مصدر لتوفير عمران مستدام 100 ٪ نستعرض في هذا العدد المعلوات المتوفرة عنه والتي تم تزويدنا بها آملين الحصول على معلومات أكثر عنه في المستقبل. لأنه يمثل على مستوى المنطقة مثالاً رائداً لمساكن المستقبل.

التوفير في مساحات المسكن

That House

المصمم :   Austin Maynard Architects

ويقع في استراليا ، يقدم هذا المشروع حلول فراغية مرنة توفر في المساحات مع ضمان الخصوصية على مستوى العلاقة بين المسكن والحي وكذلك على مستوى حاجة أفراد الأسرة للإنفراد أو الاجتماع داخل المسكن.

معايير تصميم المسكن الإقتصادي في منطقتنا

الحاجة إلى ابتكار مساكن إقتصادية أصبح ملحاً في منطقتنا ومن خلال هذه المقدمة التي حاولنا فيها التعريف بالمسكن الإقتصادي فإننا يمكن أن نستخلص عدد من المعايير التي يمكن الإسترشاد بها عند تصميم المسكن الإقتصادي : ومن أهمها :

ـ الحصول على المسكن الإقتصادي لا يأتي بمجرد الإقتصاد في مساحته بل يجب أن يأتي بعد تحديد الوظائف المعاصرة للمسكن وإعادة ترتيب العلاقات بين الفراغات حسب الوظائف وعلاقتها فيما بينها وإعادة دراسة الحركة بحيث يؤخذ في الإعتبار راحة السكان ورفع مستوى معيشتهم.

ـ تكلفة المسكن الإقتصادي ليست فقط تكلفة إنشائه بل تتأثر بكافة المراحل المؤثرة عليه قبل بنائه وبعد بنائه وحتى إنتهاء صلاحيته والتخلص منه.

ـ يتم تحقيق المسكن الإقتصادي عبر مراحل مختلفة بدءاً من المخططات الإقتصادية للمناطق مروراً بالتخطيط الحضري للمدن ثم التخطيط العمراني للأحياء والمشروعات السكنية ثم تصميم الوحدة السكنية ومروراً بمراحل استعمالها حتى بعد إنتهاء الحاجة منه فإنه يجب التفكير في تصميمه بحيث يمكن إعادة استخدامه لأغراض جديدة أو لتطويره ليواكب المتطلبات الجديدة للسكان أو إعادة تدوير مواده، ولذلك لايجب وصف للمسكن على أنه منتج مثل السيارة التي تتناقص قيمتها تبعاً لعمرها ومعدل استهلاكها. بل يجب أن يتم المسكن من خلال مراحل وإجراءات تطويرية تجعله قادراً على خدمة السكان مع  مرور الزمن وزيادة عمره الأمر الذي يدفع إلى نمو قيمته مع مرور الزمن .

ـ بالنسبة للإقتصاد في الطاقة فإننا في منطقتنا  مازلنا نحتاج إلى المزيد من البحث عن الحلول الإقتصادية التي يمكن أن يكون الإنسان العادي قادر على تحقيقها ، فمازال استخدام الطاقة الشمسية أو الطاقات المتجددة مرتفع التكلفة ، كما أن مواد وطرق بناء العزل الحراري مازالت تفتقد إلى الحلول التصميمية التفصيلية المناسبة والخبرات التصنيعية لتحقيق عزل حراري مضمون وكامل للمباني، من جهة أخرى يجب أن يعمل المعماريين على إيجاد حلول تصميمية معمارية توفر في الطاقة و العزل الحراري (أنظر بعض الحلول التي يستعرضها العدد).

ـ تعتبر مبادئ الإستدامة تحدياً للمعماريين لأنها ذات كلفة عالية وبالتالي لايتم تطبيقها ولذلك يجب أن يعمل المعماريون على إبتكار حلول معمارية إقتصادية جديدة لتطبيقها.

ـ لتحقيق مساكن إقتصادية في منطقتنا فإنه من الضروري الإقتباس من الخبرة والإرث المعماري التقليدي الذي قدم نماذج سكنية إقتصادية وبيئية واجتماعية مثالية في الماضي.

ـ تعتبر مشاركة الأهالي في تصميم وبناء مساكنهم أحد أهم أسباب نجاح المشروعات الإسكانية والتي تضمن في نفس الوقت تحقيق مساكن إقتصادية كونها تلبي احتياجات السكان بشكل مباشر.

إن أهم ما يجب أن يقدمه المسكن الاقتصادي هو تحقيق الرفاهية للسكان فإذا لم يستطع ذلك فهو مشروع سكني فاشل  . قياس نجاح المسكن الاقتصادي أو فشله تتمثل في تحقيق الرفاهية والعيش المحترم للسكان.

إذا أراد المعماريون تحقيق مساكن اقتصادية ناجحة يجب أن يكون لديهم القدرة على إقناع الأشخاص العاديين بأفكارهم وإبتكاراتهم ودعوتهم للمشاركة معهم في تصميم هذه المساكن، فهناك أمثلة تدل على أن مشاركة الأهالي في تصميم مساكنهم توفر في تكلفتها.

كما أن التعليم المعماري له دور رئيس  في تخريج معماريين قادرين على تحقيق تصاميم إقتصادية وذات كفاءة عالية. كما يجب أن تدفع المهنة وتهدف بالتحديد وبوضوح إلى التأهيل المناسب للمعماريين لتحقيق مساكن اقتصادية.

bottom of page